هي رحلة في عالم الذكاء الاصطناعي يتجاوز حدّ الأساليب التقليدية ليصل إلى صميم فهم الآلة للبيانات. في هذه الدورة، لا نكتفي بشرح نظريات الشبكات العصبية فحسب، بل نكشف لك كيف تتحوّل أعدادٌ صغيرة من الأرقام إلى “عقل” يميّز الصور، يفهم الكلام، ويولد نصوصًا جديدة بذكاء يفوق التوقعات.
تبدأ رحلتك بفهم الفكرة الجوهرية: كيف نُجسّد عصبونًا اصطناعيًا يحاكي الخلية العصبية في الدماغ البشري، ثم نجمع آلاف هذه العُصبونات لتكوّن طبقاتٍ عميقة قادرة على استخلاص الأنماط من كمياتٍ هائلة من المعلومات. لن نتوقف عند المعادلات المجردة، بل سننقلك من الرموز الرياضية إلى تطبيقاتٍ عملية؛ ستبني شبكة للتعرّف على الأرقام المكتوبة يدويًا، وتطبّق نموذجًا يميّز بين قطط وكلاب في الصور، ثم تنتقل إلى أمثلةٍ تتعامل مع اللغة الطبيعية في تحليل النصوص وترجمة الجمل.
على مدار الدورة، ستكتشف كيف تختار معمارية الشبكة الأنسب لمهمتك—سواء أكانت CNN لصورةٍ تحتاج لدقة كبيرة، أو RNN للتنبؤ بتسلسلٍ زمني. ستفهم كيف يُحدّد كلِ وزن في هذه الشبكات، وكيف يتعلّم “التعلّم العميق” من خلال خوارزمية تسمى الانحدار العكسي (Backpropagation) التي تعدّ سرّ توليد القوة التنبؤية للخوارزمية. لكننا لا نغوص في التفاصيل التقنية عبثًا؛ بل نرافقك خطوةً بخطوة لكي تتمكّن بنفسك، عبر أمثلة واقعية، من تطوير نموذجٍ بسيطٍ ثم تدريبه وتحسينه حتى يصل إلى مستوى أداء يرتقي إلى واقع الاستخدام.
لن تظل أبدًا أمام شاشة محمّلة بأرقامٍ ولا تراها تتشكّل شيئًا. بل ستتعلم استخدام أطر العمل الشهيرة مثل TensorFlow وPyTorch، كيف تُهيّئ البيانات—تنقيةً وتطبيعًا—من أجل أن تتفاعل بشكل صحيح مع شبكةٍ عميقة، وكيف تراقب عملية التدريب عبر منحنيات تحدد إذا ما كان نموذجك يتعلم فعلاً أم يتعثّر بسبب الإفراط في التعلّم على مجموعة البيانات نفسها. سنعرّفك أيضًا على مفهوم “الضبط الفائق” (Hyperparameter Tuning): كيف يغيّر تعديل حجم الطبقات أو سرعة التعلّم من دقة النموذج بشكل مذهل، دون أن تجرّب آلاف الإعدادات يدويًا.
ثم تأتي مرحلة التحوّل من النموذج النظري إلى التطبيق العملي: سنتعرّف على كيفية تصدير النموذج المدرب لاستخدامه في تطبيق حقيقي—قد يكون تطبيق هاتفٍ ذكي للتعرّف على الصور، أو نظامًا للمحادثة الآلية يستخدم تحليل اللغة الطبيعية. وبهذه الخطوة تكتسب الخبرة في بناء تطبيقات حقيقية تعتمد على “التعليم العميق”، ولا تظل أفكارك أسيرة الأكواد في بيئة الاختبار فحسب.
في نهاية هذه الدورة، لن تكون قد اكتفيت بفهم كيفية عمل التعليم العميق فحسب، بل ستملك مهارة تصميم شبكات عصبية تلبي احتياجاتك الخاصة، وستعرف كيفية التعامل مع التحديات المنتظرة؛ كالتعامل مع صعوبة التدرّب حين تكون البيانات ضخمة، أو التعامل مع مسألة الإفراط في التعلّم عندما يتعلّم النموذج التفاصيل الدقيقة في مجموعة التدريب فقط. ستخرج من هذه الدورة قادرًا على بناء حلول ذكية يُستخدم “التعليم العميق” فيها لحل مشكلاتٍ حقيقية، سواء في مجال الرؤية الحاسوبية، معالجة اللغة الطبيعية، أو حتى التنبؤ بالبيانات المالية والطبية.
إذا كنت تطمح لأن تكون جزءًا من المستقبل الذي يعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والآلة، وإذا كنت ترغب في الخوض في عالمٍ تجعل فيه البيانات المتاحة تفكير الخوارزميات أعمق من أي وقت مضى، فهذه هي دورتك. التعليم العميق يبدأ هنا، حيث تنطلق أفكارك إلى آفاقٍ جديدة.