هي دورة تأخذك في رحلة متكاملة من لحظة التفكير في لقطة حتى إخراج الفيديو النهائي بأعلى جودة. في عالمٍ يختصر القصص بصندوق الإطار المتحرك، يصبح المصوّر والمونتير معًا صانعَي حكايةٍ تُحكى بالألوان والظلال والحركة والإيقاع.
في هذه الدورة، سوف تبدأ بفهم طبيعة الكاميرا وأسرارها: كيف تختار الزاوية التي تقرر فيها لحظةٌ صغيرةٌ أن تصبح لحظةً لا تُنسى، وكيف تضبط الإعدادات—فتحة العدسة وسرعة الغالق وحساسية الضوء—لتحصل على وضوحٍ رائع أو على ضبابيةٍ فنية تعبّر عن المشاعر. تتعلّم أيضًا كيف تعتمد على عدساتٍ مختلفةٍ ليندفع المشهد أمامك أكثر عمقًا أو لتقترب من التفاصيل التي لا يراها العين العادية.
ثم تنتقل لتكتشف سرّ ضوءٍ واحدٍ قد يغيّر بالكامل روح المشهد. الإضاءة هنا ليست مهارةٌ تقنيةٌ بحتة، بل لغةٌ تسري في داخل الصورة؛ كيف توازن بين ضوءٍ ناعمٍ يعطي إحساسًا بالرومانسية وضوءٍ قاسٍ يكشف الحقيقة دون مواربة؟ وكيف تستخدم الإضاءة الجانبية لتبرز ملامحَ الشخص المصوّر وتشعل في عينيه بريقًا لا يشبه ضوء النهار العادي؟ ستتعلم استخدام مصادرٍ مختلفةٍ—سواء كانت أضواء LED صغيرة، أو فلاشات قوية، أو حتى شمس الصباح—لتنسج مع المشهد أجواءً تحاكي إحساسك الخاص.
ثم تأتي مرحلة المونتاج حيث يتحول كل هذا الكمّ من المشاهد إلى سردٍ واحدٍ متماسك؛ هنا تكون الشاشة هي مسرحك، والمونتير هو السّاحر الذي يختار النغمات البصرية والإيقاع الزمني. ستكتسب خبرة في اختيار البرنامج المناسب—سواء كان Adobe Premiere Pro أو DaVinci Resolve أو Final Cut Pro—ثم تتدرّج في تجميع اللقطات واختيار التوقيت الأنسب للقطع من مشهد إلى مشهد، واستخدام المؤثرات البسيطة التي لا تشوّش، بل تزيد المشهد عمقًا؛ كالإبطاءات البطيئة التي تُبقي الدموع معلقةً في الهواء، أو الانتقالات السلسة التي تعكس تدفق الزمن.
في هذه الدورة، لا نكتفي بأن نعلّمك تقنية المونتاج فحسب، بل نعرّفك كيف تُخفف من الإحساس بالفوضى عند المحاولات الأولى لتقطيع وتجميع لقطاتٍ مبعثرة. تتعلم كيف تنسّق الألوان في كل مشهدٍ—فالتلوين هنا ليس مجرّد تعديلٍ جمالي، بل هو الإحساس الذي تريد أن تزرعه في قلب المشاهد: قد تختار درجاتٍ دراميةٍ لعرض نبضٍ قلبيٍّ قوي، أو ألوانًا دافئةً لتجسيد لحظة دفء عائلي لا تُنسى. وستتعرّف أيضًا على قواعد الصوت: كيف تختار الموسيقى الخلفية بدقةٍ تجعل المشهد يتكلم بصوتٍ خافتٍ يداعب المشاعر، وكيف تضيف مؤثراتٍ صغيرةً—كصوت خطواتٍ قادمةٍ أو همسات الريح—حتى تشعر المشاهد وكأنه داخل الحدث نفسه.
عند انتهاء الدورة، لن تكون قد تعلمت كتابة شيفرة تصويرٍ أو ضغط ملفاتٍ كبيرةٍ فحسب؛ بل ستكون قادرًا على سرد القصص من خلال الفيديو بأدواتٍ تحاكي إحساسك وإبداعك ورؤيتك. ستدرك أن كل لقطةٍ هي فرصة لتجميد لحظةٍ ثم إعادة “إخراجها” بصورةٍ أعلى نفسيًّا وفنيًّا، وستخرج منها بمهارةٍ كاملةٍ تُمكّنك من إنتاج فيديوهات تروي قصصًا حقيقية في ذهن المشاهد، فتترك في قلبه أثرًا يتجاوز مجرد المشاهدة.
تصوير الفيديو والإضاءة والمونتاج يبدأ هنا، حيث يتحول وقت التصوير إلى ذكرياتٍ متحركة، وتصبح الشاشة مسرحًا تهبّ فيه الأفكار روحًا وحياة.